بقلم/ غزيل سعد_الملتاعة
رجل البيئة المعاصر أسمه كامل والكمال لله فقد أخذ من أسمه نصيبٍ أوفر
من حيثِ الشخصية والجاهِ والمكانةِ المرموقة .. أن تحدث تجد في حديثه حكمةٍ بالغة الإفادة وأن غضب برق الشعاع من عينيه وأرتعشت المفاصل لصرامة النظرة في قرارها الأخير –
قاعدة جذوره صحراوية المنشأ فطرية المرعى تميزه بخلاصة الطيبة.
شق طريقه اعْتِمَادًا على ذاته .. لا / يهاب العسر ولا يدير الهامة للخلف ..
عرفه الجميع شجاع مقدام وخشيت من سيرته العمومة
ورفقاء الجنب فهو عند الحق حقا وعند الباطل عدوا – لم تظهر
عليه شيخوخة العمر ولم تقيس سنواته التي تجاوزت الستون عاماً
مرت الأيام وتلتها السنوات وكامل لم ينسى ذلك الموقف من سلمان
حين كان في ضيافته غريق الشرود الذهني لا زالت تلك الصورة
بموقفها تترك حيزا من كثافة الإشتغال بها ليتضح سرها المكنون
تغنى بالأشعار هجاءا بالقريب وجعل من شعرهُ سيف على الرقاب فهو يدرك مواقع الهدف حينما ينحني القوس رميا بالانطلاق / محبوبا من الغريب البعيد ومكروها من القريب بل ومنبوذا .. فالنوايا تختلف كما تختلف ظنون الالسن في تهاونها
كبرت هبة وأصبحت مهيأة للزواج وكلما كبرت سنا كبرت صورتها في عينيّ سلمان
الحيرة تكبله والعقل يدفعه فأيهما ينتصر على الآخر – الموقف صعب والخوض فيه أصعب فماذا عليه أن يفعل ولهيب العشق تعلو السنته حرقا فالاحشاء ؟
– هل يجرأ في مفاتحة كامل بالأمر
ام يخطف الفتاة ليطفي نار الشوق المتقدة فالاعماق !!أم يبحث عن وجاهة رجال القبيلة لإكتساب الفتاة زوجة على سنة الله ورسولة ؟ ام ام ام
فشرع الله أعطاه الحق في التعدد ولكن لم يعطيه الحق في فتاة بعمر أحدى بناته / هنا قضية الموقف أما ظالما أو مظلوما / فسلمان ظالما لا مظلوما باقتحام الصبا
وأحلام الندى المتعلقة بأوراق الحياة الخضراء تفتحا بالزهر عبيرها
وقف أمام المرآة كثيرا يتفقد ملاح الشباب التي بهتت وغربت شمسها ليحل محلها تهافت البياض شيبا –
أنانية النفس بأمتلاك الرغبات أمرا تشفق له الأنظار وتسقطه في دائرة الإنتقاد.
أن لكؤؤس الغرام ُسكرا يذهب الأبصار تفاقدا للوعي إلا من صورة
أو موقف عالقا بخانة الذاكرة دونا عن تزاحم الصور الأخرى أعتاد سلمان على زيارة كامل وأخذت قداماه على ذلك ،
وكامل في دوامة الغرابة والتساؤل مع النفس حيث إن سلمان نادرا مايقوم بزيارته فهو من ضمن حزبا شقت عليهم كراهية كامل من عمومة القبيلة التي تربط بينهما لقبا .
ساد السكوت بينهما وأستلقى كامل بجسدهُ على الأرض فهو من
نجمة الصباح يقدح نشاطا في مهام أعمالة فماكان أستلقاؤه إلا مؤشر لإنصراف سلمان ولكن سلمان كشجرة متشبثة بالمكان
استحياء النفس لإرضاء الأخرين عواقبه وخيمة الضرر على شيمّ
الحياء ممن لايقدر تفاني الرضا عطاءا وكامل في رجاء الإنفراج خلاصا من ضيفه الثقيل – وأخيرا أنطلق صوت سلمان ملقيا على أسماع كامل هاجس شاعريته قائلا:
ون الخفوق اللي صعيبً علاجه
والطب عند اللي عرفنا مزاياه
عساك تدرك علته واحتياجه
دام الدوى عندك وحنّا لقيناه
ثم نهض مودعا كامل دون أن ينتظر ردا على ما نظم من أبيات شعرية ملوحا بيديه بإستماع الرد غداً
يتبع