السعوديين وعِشقهم لبلادهم..

حُب الوطن ينمو مع الطفل مُنذ نعومة أظفاره في كنف والديه، حيث يستقي منهم ذلك الحب والعشق ويزداد كُلما كبر ونال من خيراته وادرك المعنى الحقيقي للوطن.فالبيت منزلي الصغير بينما الوطن منزلي الكبير كل منهم يمدني بالدفء والحنان..فالوطن هو المكان الذي نحبه، وهو المكان الذي قد تُغادره أقدامنا لكن قلوبنا تبقى فيه..أوليفر ويندل هولمز. فما هو الوطن؟!! إنه ليس سؤالًا تُجيب عليه وتمضي..إنه حياتك وقضيتك معاً..محمود درويش.فالوطن تميته الدموع و تحييه الدماء..مثل عربي.
فلقد ضرب السعوديين أروع الأمثلة على الإطلاق في حبهم لوطنهم وقادتهم حِفظهم الله، من خلال الالتفاف حول قيادتهم الحكيمة في احلك المواقف والظروف باذلين الغالي والنفيس للذود عن بلادهم وولاة امرهم..فمنذُ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود واجدادنا رحمهم الله بعد ان وجدوا فيه الصدق، وحرصه على حوزة الدين وحقن الدماء والقضاء على الجهل والخرافات اصبحوا من المُناصرين للمؤسس في حروبه لتوحيد المملكة، ذلك القائد العظيم الذي استطاع بحنكته وذكاءه الحاد؛ ان يوحد صفوفهم ويجمع شتاتهم وفرقتهم، ويؤسس دولة قوية وعصرية وذلك عندما كانت الدول العظمى تقتسِم تركة الإمبراطورية العثمانية البائدة والتي جلبت الدمار والويلات للأمة العربية والإسلامية..حيث أشاد معظم الكتاب الغربيين ودهاة الساسة في العالم بالحركة الجريئة التي قام بها الملك عبدالعزيز وهي فتح مدينة الرياض واستعادة مُلك أجداده.
وفي هذا العهد المبارك وقف السعوديين جميعهم في وجه الأطماع الإخوانية ابان ثورات الربيع العربي المشؤومة، والتي جلبت العار والويلات لتلك البلاد؛ فكشفت نواياهم واطماعهم الخبيثة وتأمرهم مع جهات اجنبية تُريد تفكيك الوطن العربي والإسلامي وتشتيته. وننوه هنا إلى وقفة رجال الأمن البواسل في وجوه اصحاب الفكر الملوث والضال من الارهابيين الّذين حاولوا جاهدين النيل من مقدراته ومُكتساباته ولكن باءت كُل محاولاتهم بالفشل الذريع، وتم سحقهم والقضاء عليهم. وعندما استنجدت الحكومة الشرعية في اليمن بحكومة سيدي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظهم وهب لنجدتهم؛ كان لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي وقفه تاريخية تُسجل بماءٍ من الذهب كانت محل إشاده وثناء من الجميع، وجسدت معنى التضحية وبذل الروح في سبيل نصرة المظلومين، وإعادة الحق لا أهله، والقضاء على الفئة الباغية التي هدفها؛ هدم الدين ونشر الفتن والفساد في الأرض، ومساعدة جهات معادية؛ هدفها نشر الزعزعة وتفريق اللحمة.
كما ان لرجال الدين الأوفياء واصحاب الكلمة والمنبر، وأيضًا الإعلاميين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والعلماء كلٌ في مجاله والمؤثرين في المجتمع : وقفةً كبيرة في مواجهة تلك المُخططات الخطيرة التي كانت تُحيط بالمنطقة جميعها وواجهوا أولئك المُحرضين واعداء الوطن ممن حاولوا بث الفرقة والتناحر بين أفراد شعبنا العظيم الذي كان السد المنيع في مواجهة أولئك الحاقدين على بلادنا؛ حتى كشفوا سوء طويتهم واهدافهم الشريرة .
حفظ الله ولاة امرنا ووطننا وديننا من كل سوء ومكروه.

د نافل بن غازي النفيعي
-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.