كتبه/ عبده بن فايز الزُّبَيْدِيّ
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
مجمل تأريخ حلي ابن يعقوب:
ولأن هذا البحث يخص الشاعر ابن العُلَيْفِ الحَلوي ، فلن أسهب في سرد تأريخ حلي ابن يعقوب ، ولكن يكفي أن أشير إلى أني أقسم تأريخ حلي ، إلي قسمين :
– الأول : من القرن الثالث الهجري ، حيث بداية ذكره في كتب الرحالة إلى خراب بلدة حلي على يد غازي بن متكلان ، قال ابن المجاور عن خراب حلي ، في تاريخ المستبصر :
(وإلى حلى سبع فراسخ، بلد فيه جامع ومنارة. وأول من أخربها غازي بن متكلان من بني حارث الكردي في أيام دولة سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، وبقى المكان على حاله إلى أن أعاد بناءه موسى بن علي بن عطية وهو إلى الآن مالكها، وجميع هذه الأعمال لبني كنانة. وإنما أشتق اسم حلى من الحلي الذي جمعه السامري من بني إسرائيل في أيام هرون بن عمران عليهما السلام وجعل صورة عجل كما قال الله تعالى: (فأخرجَ لهم عجلاً جسداً له خوارٌ.)
قلتُ: وكلامه حول تسمية حلي لحادثة حلي بني إسرائيل فيها نظر، والله أعلم.
– الثاني : من إعادة إعمارها على يد الأمير موسى بن علي بن عطية ، إلى عصرنا الحالي.
أيقونة الشعر الحلوي:
أرى أن الشاعر ابن العُليف الحَلَوِيّ ، الذي عاش فيما بين منتصف القرن الثامن الهجري و بداية القرن التاسع الهجري هو أقدم أشهر شعراء وادي و سلطنة حلي في العصور القديمة ، وقبل أن أذكر سيرته ، سأعرف بما يعين القارئ على فهم عصره ، فيما يلي:
– الأوضاع السياسية ما بين ( 742- 815 ) هجري :
الفترة ما بين ( 742- 815 ) هجري ، هي فترة حياة الشاعر ابن عليف الحلوي مولدا ونشأة ، المكي وفاة ، الشافعي مذهبا ، وكان فيه غلو في التشيع لعلي بن أبي طالب ، وسأبين حكم الفقه فيه.
وفيها كانت الدولة الرسولية في تَعَزَّ في اليمن ،ودولة المماليك في مصروالشام ، والأشراف أبي نمي في الحجاز ، نواب عن المماليك ، وبنو حرام في حلي بن يعقوب.
والصفويون في إيران ، وكان المغرب العربي مقسما بين: الحفصيين ( تونس وليبيا)، و الزيانيين ( الجزائر) ، و المرينيين (المغرب) .
– الأوضاع الدينية ما بين ( 742- 815 ) هجري :
كان المذهب الشافعي أكثر المذاهب شيوعا في ذلك الزمن ، وعليه كل من الدولة الرسولية في اليمن ، و دولة المماليك في مصر و الشام و الحجاز ، وقد كفلت كلا الدولتين الحرية و التسامح لبقية المذاهب من مالكية و حنفية و حنبلية.
وكان المغرب العربي سنيا ، ولذا كانت العلاقة بين المماليك و بني حفص طيبة جدا .
وحرَّم المماليكُ المذاهبَ المخالفة للسنة مثل المذهب الإسماعيلي، و المذهب الاثنا عشري الرافضي ،الذي كان يرعاه الصفويون في إيران .
وانتشر التصوف في تلك الحقبة و ما بعدها ، وكان يلقى رواجا لرعاية الحكومات المحسوبة على السنة في تلك الفترة و ما بعدها له.