صالحة الزهراني
(انفاس الفجر)
عند أنتهاء العلاقات يميل البعض إلى الانطواء واحتواء أنفسهم ومحاولة الخلاص من كل ألم يقيدهم عن الحياة ويميل الآخر إلي الإنتقام أو محاولة البقاء والاستمرار مع شخص آخر في ذات الوقت ليوضح أنه لازال شامخاً ولا يعيقه شيء . أتعلمون أن الذي يأخذ وقته بالكامل في الخروج من الحياة السابقة هو من تكون خياراته صحيحة لأنه يعطي نفسه مجال التخلص مما ارهقه في علاقته السابقة فعند رغبته الدخول في علاقة أخرى يكون مستعداً للعطاء فيها والاستمرار مع صاحبها لأنه فارغ وقابل للتعامل مع إنسان مختلف بقناعات وظروف مختلفة بينما
الذي يحاول أن يدخل في علاقة أخرى يتعرض لنفس الأخطاء ونفس المشاكل وقد يقع اللوم على الرجل أو الأنثى الأخرى بينما الخطأ بك انت يامن تعجلت في قرارك لتقهر الآخر ولتؤذيه وتشعره بأنه الخاسر خسرت حياة أخرى لأنك لازلت بذات الأفكار وارتكبت نفس الأخطاء لأنك تحاول أن تقارن بين حياتك هذه وتلك وهذا يضر بشريك الحياة الجديد فيمقت العيش معك ويمقتك في ذات الوقت . لماذا العجلة بعد انتهاء العلاقات لابد وأن تعطى المشاعر وقتها كي تعتاد على التغيير وتعطى النفس وقتها أيضاً كي تتقبل الآخر فالعناد لايولد سوى أزمات أقوى.
وأقسى فنصيحة من محب ليس من السهل الخروج والدخول في العلاقات بسرعة فائقة فالروح والبدن والمحيط الخاص بك بحاجة لاستراحة محارب وقد تطول او تقصر الأفضل ان لاتدخل في علاقة اخرى إلا بعد ان تنقي نفسك تماما من اوجاع العلاقة السابقة وظروفها لانك لو دخلت بها فستؤثر بمن معك وتسيء لك وله في نفس الوقت لذلك بعض النساء والرجال العجولين في العلاقات يقولون الجميع متشابهون لانهم هم وضعوهم في ظروف مشابهة وتمت المقارنة بينهم لم يتخلصوا من الماضي بل ونقلوه للمستقبل أيضاً .