في هذه الحياة التي نعيشها يتوجب على كل أب أو أم أن يعتنيا بابنهما وابنتهما وأن يعملا جاهدين على تأدية الأمانة؛ إذ أبناءنا أمانة في أعناقنا سنساءل عنهم يوم القيامة، وما أسهل البزرة أن تزرع في التربة الصحيحة السليمة النقية من أن نخلع شجرة نمت وهي مائلة لا ثَمر فيها ولا فائدة منها,,.
فكم من أبناء أفسدتهم التربية السيئة أو التربية المزدوجة المتناقضة أو القاسية أو التربية التي كانت تعتمد على الدلال أو الاتكالية…
فكم من شابٍّ انحرف بسبب سوء المعاملة أو كثرة الدلال… وكم من شابة ضاعت وتاهت بسبب حرمانها من الحب والحنان في المنزل فبحثت عنه خارج المنزل…
وكم من طفلٍ أصبح متنمرًا أو وقع التنمُّر عليه لأنه يعاني ولا يشعر به أحد في المنزل من والديه…
وكم من رجل تاهت قدماه وهو يبحث عن هدفٍ في حياته ولا يعرف كيف…!
فيا حبذا أن نضع الله نصب أعيننا عندما نتعامل مع أبنائنا وأن نقتدي بقدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك بأن نكون وسطًا في كل شيء في الشدة والحنان والحرمان والعطاء…!
إذ يجب أن نعرف ماهي واجباتنا تجاه أبنائنا وأن نعلمهم بالمقابل واجباتهم تجاه والديهم ودينهم ووطنهم والناس من حولهم، كما يجب أن نعرف الحقوق التي لابد أن نؤديها لهم وأن نأخذهم منها ونعلمهم ذلك…
فقد اعتنى الإسلام بالوالدين عنايةً خاصّةً، وجعل حقّهما بعد الإيمان بالله سبحانه تعالى؛ فالوالدان هما أساس نشأة الأبناء وسبب وجودهم، فهما اللّذان يُقدّمان الغالي والنّفيس في سبيل رؤية أبنائهم يكبرون ويبلغون أعلى الدّرجات، وقد قرن الله تعالى طاعته بطاعة الوالدين والإحسان إليهما، حيث قال في كتابه العزيز: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً). يُعتَبر ذِكْر الله سبحانه وتعالى لطاعة الوالدين في القرآن الكريم بعد ذكر طاعته عزّ وجلّ دلالةٌ واضحةٌ على أهميّة بِرِّهما واحترامهما، وأنّ لهما على الأبناء حقوقاً يجب أداءها، والحقوق التي يجب على الأبناء أدائها لوالديهما تتلخص بالتالي:
1- برهما وطاعتهما والإحسان إليهما
2- الإنفاق عليهما عند كبرهما
3- الدعاء لهما
أما الحقوق التي يجب على الآباء أدائها لأبنائهما هي:
1- تبدأ باختيار الأم الصالحة والأب الصالح
2- تسميتهم بأسماء حسنة لها معاني جميلة
3- مساعدتهم في اختيار الصحبة الحسنة الطيبة
4- تعليمهم وتثقيفهم بما هو مفيد وإبعاد كل ما يؤثر على عقولهم من أفكار غير سليمة أو بعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف
5- إشغالهم بما هو نافع ومفيد في أوقات فراغهم
6- تحصنيهم بتعليمهم الصلاة والعبادات والذكر وقراءة القرآن الكريم
7- أن نربيهم جيدًا بالتربية الوسطى في طفولتهم بأن نلاعبهم ونحسن تربيتهم، ثم نكون حزيمين معهم بعد سن السابعة إن أخلوا بالعبادات أو التعاملات الأخلاقية، ثم نصاحبهم ونصادقهم في سن المراهقة ولا نتركهم لأصدقاء السوء، لكي يكبروا وهم سليمي الفطرة ناضجي الفكر قادرين على العمل وشق طريق حياتهم ومعهم أعظم سلاح يواجهون فيه مجتمعهم ألا وهو الدين الحنيف
حفظ الله لنا أبناءنا وبناتنا من كل مكروه وأذى فهم قُرَّة العين التي يتمنى كل أب أو أم أن يرى أبنائهما وهم ناجحين مثمرين في حياتهم فاعلين لوطنهم حامين لدينهم يشقوا طريقهم المستقبلي بسلام.
بقلم/ لمياء الحاج