أبـوغـزيـل الـشـهـرانـي ـ أبها
.
في خطاب الحضارات تساؤل الإنسان الأول:
ماهي أداة الإنتقاء الثقافي ؟ ، وما العناصر التي يتم من خلالها تقييم الفنون ؟، وكيف تجيب الفنون عن الحاجات العميقة للمجتمعات؟
ولأن الإنسان هو العنصر الرئيسي لكل النماذج التي تعبر عن الفنون، وكذلك المؤدي لها في الوقت نفسه، فهي تحتمل الخلق والتنوع، والامتداد في باطن الحضارات، والتأثير في الثقافات، والانتقال بالوعي الجمعي للشعوب، كما أنها تقدم الحضارات لبعضها، وتعتبر رموزا متفردة في الحضارات نفسها.
هذه الفنون وعلى تنوعها تعيد صياغة نفسها داخل التجديد ، والتطوير الإنساني ، وتدخل إلى كل مجرياته، من هذه الفنون في ثقافاتنا والذي يشكل حضارة لها جذورها في تاريخنا العربي “ فن المحاورة”، وقد دَلَفَ موروث الردية ( فن المحاورة ) ذو التاريخ الأصيل إلى محفل الوقت في برامج التواصل الاجتماعي وكأنّهُ الشمس إذ أضاء آفاقًا بشكلٍ يجعل ( التأمل ) حالة جماعية يُشارك فيها الشاعر والناقد والمتذوق وأطياف الجمهور وحتى العابر.
قال الكاتب والمعلم الأمريكي جاك كورنفيلد : “لبدء التأمل هو النظر في حياتنا باهتمام بلطف واكتشاف كيف تكون يقظاً وحراً.“
فتجد في حالة التأمل تفاوت الجماهير حول الإعجاب وطرق إظهار هذا الشعور باستخدام القدرات وصراع الجماهير المتفاوت أيضاً فيما بينهم ونلاحظ تسجيل حضور للقنوات وللنقاد المهتمين باختلاف انتماءاتهم النقدية والمعرفية وتجاربهم في نقاش العديد من الأمور كتاريخ المحاورة وارتباطها بفن النقائض وأين نشأته ومن الذي عرف أنه هو أول من جاء بهذا الفن ومحاولة اثبات كل معلومة بمصادر وتاريخ وقصص ودرجات التطوير فيه ومَنْ المطورين وإلى أي مدى كان الإنتشار وأسبابه ومحاولة تقييم توافد الشعراء إلى هذا الفن وتوضيح مجريات هذا الفن ومحاولة شرح كل محاورة او ملعبة معينه لخلق فرص توعوية ورفع مستوى الإدراك لدى الجميع .
يقول أدونيس : النقد كالفكر ، أو هو فكر لا يتغذّى وينمو إلا بالتساؤل المستمر ، وهو لذلك يضع نفسه ، لا الأشياء والنصوصوحدها ، موضع تساؤل دائم ، وإعادة نظر مستمرة . إنه نقيض المنهج المغلق ، وهو لذلك بدءٌ يظل بدءاً
وكان لعبدالحميد المدري في موقع مدونات شرحٌ جميل مفادهُ : ( إن معرفة المعنى الحقيقي للنص والمُراد منه أمرٌ ليس سهلًا،وهذا ما يجعل دراسة الأدب مُعقدة ومُمتعة في الوقت نفسه، ولذلك يُعد النص الأدبي مصدر للتأمل والجدل غير المنتهيين، حيث يتنافس النقاد في تقديم قراءات وتفسيرات مقنعة للنص كما يراها كل منهم من منظوره. قد تكون هذه التفسيرات مستقاه منالنص نفسه أو من كل ما يحيط بالنص. هنا يمكننا أن ننوه إلى أن النقد الأدبي مر بتحولات عديدة، فقد كان تركيزه علىالمؤلف وتحول إلى النص ثم تحول أخيرًا إلى القارئ، وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المناهج النقدية ) .
وكان شاعر هذا الفن الجميل يحمل صولجانًا خاصًا لإثراء الحراك ( الجماهيري والفكري والإعلامي والنقدي ) باستمراريةالمواضيع وتعدد طُرق عرضها شعريًّا وبالمنافسة والندية التي هي من خصائص شاعر هذا الفن وبالحضور الإعلامي أيضا
ومن البديهي أن التاريخ الذي امتد منه هذا الفن الأصيل محل الحفظ وعناصر نمائه وتطوره لا يُمكن إنكارهم أبدًا وليس من الصواب أن يُقبل ما يدور في بعض مواقع التواصل الاجتماعي من محاولات لتحريف الحقائق وإثارة الضجة وزرع بذور الفتنة والدعوة إلى العنصرية كما أن على النقاد الداعمين للنماء الفكري والتثقيف المجتمعي تسليط الضوء بالشكل الصحيح من حيث الأمانة والإنصاف بشكلٍ بناء فهذا يجعل المحب يزداد فهمًا والجاهل بهذا الفن يتقبله وأيضًا شعراء هذا الفن عليهم دورٌ كبير في انتقاء ( الموضوعات التي يناقشونها في ساحة المحاورة بحيث تخدم اللحمة الوطنية والتطوير المجتمعي والتثقيف الفكري وكذلك انتقاء الألفاظ المستخدمة في هذا الفن والرمزية الذكية والصور البديعة المُبتكرة ومحاولة التجديد في هذا الفن بشكل يجعل المتلقي يتلذذ به و يستزيد ).
غير معروف
14/10/2023 at 01:42إبداع يابو غزيل