قَـدْ يَخْشُنُ الدَّربُ والأميالُ جامدةٌ
تـحتَ الـقوافلِ و الـسَّاعاتُ تَـنتقلُ
دَربٌ قـديـمٌ يُـنـادِي سـيـرَها، ولَـهَـا
يُـسـرُّ سِــرَّاً لــهُ الأخْـفَـافُ تَـحتفلُ
وردٌ وشــوكٌ و حــادٍ ثُــمَّ مُـنعطفٌ
وغـايةُ الـسَّيرِ لَمْ يَحفلْ بها الكَسَلُ
فَـفِـي الـنَّـهارِ لـرِيـحِ الـبِيْدِ هَـمْهَمَةٌ
قـامَ السَّرابُ و خُفُّ الرَّكْبِ يَشتعلُ
عـنـدَ الـغُـروبِ سَـمَـا ظِــلٌّ لـراحِلةٍ
و بـرزخُ الوقْتِ مِنْ أَعرافهِ الخَجَلُ
تـحـتَ الـنُّجومِ تـرى رَقْـصَاً لـقافلةٍ
قـدْ هـزَّها الـتَّلُّ والـوديانُ والـسُّبُلُ
ويـنطوي الـبُعْدُ فـي أحْـدَاقِ قَافِلةٍ
إذا ثَــنَـى رُكْــبَـةً أوْ مَــدَّهـا جَـمَـلُ
إلـــى الأمـــامِ مَـسِـيْـرٌ كـلُّـهُ خَـطَـرٌ
أمَّــا الـوراءُ فـلمْ تَـعجزْ بِـهِ الـحِيَلُ
ذاكَ الطَّريقُ بدا في النَّفْسِ مُفْرَدَة:
مـا أعذبَ السَّيرَ لولا التِّيْهُ والوَجَلُ
طـالَ الـطَّريقُ وثـوبُ الـليلِ سَربَلَهُ
نـامَ الـكلامُ ولـمْ تَـنعسْ لَـهُمْ مُـقَلُ
على الشِّفاهِ وفي الأحداقِ أغنيةٌ :
مـتَـى الـمسيرُ إلـى آمـالِنا يَـصِلُ ؟
وفـي الـسَّديمِ قُـبيلَ الـفَجرِ أمـنيةُ
تـقـودُ ركْـبَـاً وحِـيْنَاً يـكذبُ الـحَبَلُ
تَــسـتـأذنُ الـــدَّربَ آمـــالٌ لـقـافـلةٍ
فـيأذنُ الـسَّهلُ لكنْ يَرفضُ الجَبَلُ !
لـمْ يُـقنعِ الـنَّفسَ مِنْ أسْفارِها سَفَرٌ
مَــا مَــلَّ رَكْــبٌ ولـكـنْ مَـلَّتِ الِإبِـلُ
بقم / عبده فايز الزبيدي