قصة مرام

بقلمي✍️هاجر
استيقظت على صوت صراخ مخيف
بين والديها
فتحت باب حجرتها 
 لم تصل بطولها بعد إلى يد الباب
في الرابعة من عمرها فقط
 كان سباب وشتائم والدها يهز ماحوله
أنت خائنة مجرمة قذرة
وهي تستجديه أن يصمت
وتصرخ بالمقابل أنت السبب!!!! 
 هي مكالمة وحيدة ومن سوء حظها كان لها بالمرصاد  ظل صامتاً حتى أحست به وسكتت ليسحب الجوال من يدها ويضربها على وجهها بكل ماتجمع داخل قلبه من غضب وقهر
سقطت على الأرض والدماء تنزف من أنفها وفمها
في هذه اللحظة خرجت مرام وشاهدت ماكان يجب ألا تشاهده 
مشهداً ظل منحوتا في ذاكرتها
عندما رأتها أمها استعطفته أن يصمت أن يقف ويكف  أذاه عنها
توجه لابنته وحملها لحجرتها وأغلق الباب
بعد أن قال سأخبرك بكل شيء
سحب زوجته من ذراعها بقوة وألقاها على سريرها
سأغيب ساعة لاأريد رؤيتك عند العودة للمنزل
خرج بعد أن بصق على وجهها
نهضت وآلآم الصفعة ماتزال تحس بها
سحبت حقيبة ملابسها
ووضعت أغراضها الضرورية لعله يهدأ وتشرح له… عادت لبيت أهلها 
عند عودته وجد صغيرته نائمة ووجد رسالة من زوجته لم يقرأها رماها فأستقرت على دولاب ملابسه
طلقها وأرتاح
لم تبق طويلاً بعد طلاقها تزوجت ورحلت بعيداً مع زوجها الثاني عن الوطن
عاش مع ابنته على هدف واحد أن تكره أمها قدر المستطاع
تكررت زواجاته ولم تستمر أكثرهم تفاؤلا  سنتين
ماحدث عقده من النساء أم أنه لايصلح زوجاً
لكنه عقد مرام أيضاً  لم يتزوج مرة اخرى ظل يشوه صورة أمها بعينيها
وكبرت على هذا الحال
عادت والدتها من الغربه مع ولدها وابنتها
وقد زرعت في قلبيهما حب مرام
التي كبرت تبغض امها أشد البغض
كيف لا وقد تفنن أبوها بسرد قصص وحكايا منوعة عن خياناتها المتعددة
ظل يضيف كل مرة قصة جديدة
ويجدد مابذاكرتها من ليلة طرده لأمها 
الى أن كبرت
حاولت الأم البحث عن طريقة لتتواصل مع مرام لكن كل مافتحت باباً سُد في وجهها 
عجزت تحتال ولكن دون جدوى
انتقلت الي خطة جديدة
فمرام فالجامعة في سنتها الاخيرة وأختها منى في سنتها الأولى 
اتفقت مع ابنتها الصغرى أن تتودد إلى مرام بكل الطرق عل المحبة والصفاء تعود إلى مجاريها
 كانت مرام تشبه أختها منى كثيراً فهما شبه والدتهما معا مع وجود بعض الاختلافات البسيطة
التقت منى  بمرام في إحدى باحات الجامعه
وكأنها صدفة مدعية الغربة والاستفسار فهي القادمة من خارج القُطر
تحاورت معها مرام وتعرفت عليها
وقدمت لها المساعدة
لنعود إلى كيف عرفت منى  شكل مرام
كانت هذه مهمة أخوها 
فقد سأل واستقصى وقد اعطته امه عنوان سكنها القديم مع والد مرام
سأل وجمع عدد من المعلومات 
ثم أخبر والدته التي تتبعتها لمدة اسبوع في عدة أماكن واستطاعت التقاط صورة لها
كانت تقبل الصورة كل لحظة ودموعها تسيل 
نعود لمنى ومرام
عادت منى سعيده من الجامعة لتمسك يدي أمها وتراقصها
 وتردد قابلت مرام جميلة رائعة حنونة
كادت أمها ان تطير من الفرح  بكاء بضحك برقص ومنى بين أحضانها
في صباح اليوم شاهدت أختها من بعيد
وتوجهت اليها وكأن اللقاء صدفة جديدة
ابتسمت مرام وبقيتا سويا مع صديقات مرام
وهكذا استمرت منى في تصنع الصدف
الي أن صارت تتوجه إليها عمداً او تتصل لتسألها أين أنتي ؟ 
وتمر الأيام واتصالاتهما مستمره وامهما تسمع وترى وهي التي تكاد الفرحة ان تهلكها قائلة 
لو أموت غداً ماعاد في قلبي حسرة
شاءت الظروف ان تقرب البعيد 
أبو مرام مريض من أشهر وكان يستدعي مرام كل ليلة ويقول سأخبرك شيئاً 
فاذا جاءته وجلست بجواره تردد
استمر على تلك الحال حتي أحس بدنو أجله 
نادها وقبل يدها
سامحيني أرجوك واطلبي لي السماح من والدتك لو جمعتكم الأيام 
انتفضت واقفة
ماذا تسامح تلك الخائنة التي دمرتنا
خائنة متعددة الخيانات لا لن أسامحها
بكي والدها وأخذ يرجوها أن تصمت
ثم طلب منها صندوق في دولابه
فتحته لتجد به ورقة مصفرة قديمة
قال: لاتفتحيها إلا بعد موتي طالباً منك العفو والمغفرة أخذ منها وعداً بذلك
وهي لم تصر حزناً على حالته
لم يبقى كثيراً بعد  ذلك الحوار
فقد لحق برحمة ربه بعدها بفترة بسيطة
كان أول شي فكرت به مرام
الصندوق والورقة
فتحتها وياليتها لم ترها أنها رسالة امها قبل سنين
كان مضمون الرسالة مايلي
زوجي العزيز قبضت علي بالجرم المشهود  مرة واحدة ولم تحتمل
ضربتني ضربا مبرحا الله اعلم متى يخف وجعي منه
فاسمع مني أقسم بالله أني لم أكن اكلم أحدا ولو كلفت نفسك الصبر والتفاهم لعرفت
عندما ضربتني قلت لك أنت السبب فلم تعرني انتباهاً أو تسالني كيف؟ 
كم مرة أسمعك تحادث النساء كم مرة تتسلل من جواري لتكلم غيري
كم مرة تنطق بأسماء نساء في حلمك وأنت نائم بجواري كل هذا ولم أعاتبك حتى 
هي تجربة قمت بها لتحس بربع مااحسسته من ألم يومي
لم تحتمل مرة وأنا منذ زواجنا وهاهي مرام فالرابعة وأنت تقتلني ومع ذلك كنت تريد مني أن أقدم لك أصناف الحب 
أي قاسي أنت أي جبار 
أتمنى أن تقرأ رسالتي بعقلك قبل قلبك لأن قلبك ماعاد ملكي منذ سنوات
قد وزعته لكل أنثى 
ابنتي أمانة بعنقك وسمعتي أيضا أمانه 
بكت مرام كثيراً ربما أكثر من حزنها على والدها
الذي وجد الرساله بعد زواجه باخري حيث القاها علي دولاب الملابس عندما وجدها سابقاً 
أراد تغيير الأثاث وجدها وشده الفضول لقراءتها
ماجعله يسبها بعد معرفته الحقيقة هو
عدم استقراره رغم زواجه عدة مرات
بينما يسمع أنها سعيدة وانجبت
تحول حقده لذلك إلى قصص كاذبة يشحن بها ابنته على أمها .. قاسي فعلا؟ 
لم تصدق مرام اي قلب كان يحمله والدها
صدمتها بهذا الخبر كانت أقسى من وفاته
سمع أصدقاء مرام بخبر وفاة والدها فااتفقوا بأن يذهبوا جميعاً للعزاء 
كانت منى معهم 
وصلوا لبيت مرام المزدحم 
بحثت عنها منى لتواسيها فقلب الأخت يحركها وجدتها في غرفة والدها
تبكي بكاءً مُرا 
حاولت ان تواسيها وأن الموت سنة إلهيه
وكلنا ميتون لكنها لم ترد لاحظت منى وجود ورقة في يد أختها تشد عليها وتبكي حتى تكاد الورقة تتمزق من قوة مسكها لها
أرادت أخذ الورقة منها فنهرتها مرام
ظنت أنها وصية أو ماشابه
اتصلت منى بأمها حتي تنام مع اختها كصديقة فوافقت الأم فوراً بدون تردد بعد أن شرحت منى حالة أختها ووضعها المزري تمنت الأم أن تكون بجوار مرام الآن وأن تضمها لحضنها لتعوض نفسها واياها حرمان السنين
مرت عدة أيام ومنى لاتفارق مرام إلا ليلاً 
لتعود لأسرتها
وحان وقت مهم في حياة الجميع
بعد إنتهاء العزاء عادت مرام وحيدة ولكنها سعيدة بمنى كثيراً 
أرادت أن تحكي لمني قصتها بعد أن سألتها كثيراً عن وضعها والورقة التي لاتريد تركها من يدها
حكت مرام لمنى كل شيء وتشاركتا البكاء
دون أن تفسر لمرام السبب
لاتسألني عن شعور منى تلك اللحظة لربما كانت دموع الفرح
وعدت مني أختها بالعوده مساء بما يسعدها دون تفسير آخر 
مساء حضر الثلاثة
امها أخوها ومنى
دق الجرس فتحت مرام
لم تعرف أمها فقد فارقتها صغيرة
استقبلتهم بكل حفاوة
منى أعرفك علي أمي ….. وأخي …. 
استقبلت مرام الإسم بحزن فهو نفس اسم أمها 
دمعت عيناها اقتربت الأم وحضنت مرام وبكت بكل ماجمعته طوال السنين
لم تتحرك مرام من حضن السيدة التي تجهلها بل بكت أيضاً 
مرام قلبي عمري حياتي كل روحي 
لم تغيبي عن بالي يوما
عودي لحضن ظل فارغا حتى عودتك
إليه 
تجمدت مرام في حضن امها صوتها أجل صوت أمها لايتغير الصوت وذاكرة الطفل لاتنسى حتى وإن تغير الشكل
أمي قالتها بكل طاقتها بكل غربتها بكل حزنها
هنا تدخلت منى أجل أمك وأنا أختك وهذا أخوك 
جلسوا بعدها… بعد ان هدأ كل شي وتفسرت كل الأحداث معاً يبكون قليلاً 
ويحكون قليلاً وتسترجع مرام أول لقاء لها بمنى وخطة العودة
عادت السعادة لقلبها وغفرت لوالدها هي وأمها وتجددت نظرتها للحياة بعد أن كانت سوداويه كئيبة
عادوا معا دوما دون ان يفرقهم شى 
عادوا سعداء وقد فتحت لهما الفرحة ذراعيها 
السعادة اسرة لاتلطخها الكذبات  والاتهامات والحقد اسرة لايفكر اي فرد فيها إلا بما يعود على الأسرة بالنفع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.