الشيخ / عبده بن محمد القوزي
وطن يتجدد ، وطن لا تبليه أحداث الزمان وتبدل الأحوال ، ولا تغيره استراتيجيات وصراعات الأمم ، ويساير معطيات العلوم واضطراد منجزاتها بما يعزز ويقوي مسيرته الحضارية . لقد توالت أحداث مزلزلة كانت موجهة لزعزعة أركانه استهدافا لوجوده وتبديل توجهات أهله فأصابت من ضعف بنيانه وقل رشده فتبدلت بهم الأحوال وتضعضع كيانهم ، وعاش إنسانهم ويلات ضياع الرشد وهوان البنيان ومع إحاطة تلك الأحوال بالمملكة العربية السعودية وهي المقصودة بها أولا إلا أن سفينتها مخرت عباب تلك المؤامرات وسط أمواج متلاطمة كالجبال بحكمة ولاة أمرها وحنكتهم الموروثة والمكتسبة المتسمة بالثبات والرشد البعيدة عن التشنج والعنتريات في كل أحوالها بين الرخاء والشدة : لتتوالى المكتسبات التي تحقق ما ينفع الناس ويعلي مكانة الوطن . إنها المملكة العربية السعودية التي وضع أساسها وأقام بناءها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن سعود -رحمه الله- على قواعد شريعة الإسلام السمحة وأكمل أبناؤه الملوك العظام سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله -رحمهم الله . وجدد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد – حفظهما الله- فهاهي اليوم شامة في جبين الدنيا تسعى لتحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة مجد أمة الإسلام دون ادعاء وعنجهية تحقق بهدوئها المعهود ما يخيف أعداء الأمة ، لذا كانت المؤامرات حولها تتوالى وإن كانت دون التوجيه المؤشر إليها ، وهي تحسب لكل ما أحاط بها وخفي من مؤامرات أعدائها وذلك سر ضياع صوابهم تجاهها ، لذا فإننا ونحن نصف المملكة العربية السعودية بأنها وطن يتجدد فإننا نقصد أنها تمر بها الأحداث والمؤامرات فتخرج منها مجددة عزيمتها دون أن تفقد روحها ، ومعلية بنيانها دون أن تسلب عقيدتها . وهاهي اليوم تحتل مكانتها العالمية بمنجزاتها الفريدة وهي التي لم يمض على تأسيسها القرن الأول من عمرها وسط حسد من مرت بهم الأزمان وهم في كبير من الحياة وضيقها وهدر للإمكانات فيما لم ينفع الناس ويبقى شاهدأ لهم لا عليهم ، وهاهي المملكة بما تحمله من تطلعات قادتها وشعبها بتحقيق رؤيتها المباركة التي أصبحت أيقونة للعالم في تحقيق المستحيل في أرض مباركة لا توحي صحراؤها بخير كثير ولكنها حكمة الله واختياره لأحب أرضه إليه فكانت المملكة العربية السعودية