(كيمياء الطبيعة وجسد الحياة في فلسفة أدونيس الشعرية) إن قوة الإنسان في طرح الأسئلة وليس في إعطاء الأجوبة

ساره العمري

في حضوره الأول بالمملكة يحل الشاعر والمفكر “أدونيس” ضيفًا على أكاديمية الشعر العربي بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وفي المحطة الأولى من جولته الثقافية بمدينة الرياض.
وقد ألقى محاضرة بعنوان :(الشعر والحياة)، تحدث فيها عن فلسفة الحياة وقلق السؤال، يقول أدونيس: “إن السؤال الذي يُطرح عليَّ باستمرار في هذه الحياة هي نفسها الحياة، فأنا ما زلت أتعلم وجوابي الدائم هو هذا السؤال لماذا لم أتعلم حتى الآن؟”.
واكمل أدونيس :” لقد تأسست حياتي كلها وأنا أحاول الكشف عنه وليس لدي أي جواب، أسمع أحيانا ما يوشوش خلاياي ويُطَمئن قلقي ، إن الإنسان سؤال لا جواب وقوته ومعناه هما في طرح الأسئلة وليس في إعطاء الأجوبة ،وحده السؤال يبتكر الحياة ذلك أنه هو وحده من يبتكر المستقبل ، الإنسان هو من بين الكائنات جميعًا الوحيد الذي يسأل وتلك هي فرادته ، السؤال والكشف والاستقصاء هو الأساس الذي يحولنا إلى عنصرٍ فعال في كيمياء المستقبل وفي هذه الكيمياء بالذات يكمن جوهر الإبداع و يكمن معنى التراث و معنى الحياة ومعنى الزمن “.
وربط أدونيس قيمة الحياة والشعر معًا بقوله:” إن الثمن هو ما يُتاح لحياتنا الإنسانية من تَخلُق، وخصوصًا على مستوى الشعر يجب أن تختلق باستمرار علاقات جديدة بين الكلمة والكلمة وبين الكلمة والشيخ وبين الشعر والقارئ في مناخ ثقافي إنساني تضيئه الصداقة بالمعنى الخَلاق الذي تضيئه “.
وقد استشهد أدونيس بكلام لأبي حيان التوحيدي عن أن “الصديق آخر هو أنت”، وأضاف على ما قاله أبي حيان “الآخر المختلف صديق هو أنت الأنا الأنت هو أنت الأنا “.
وأكمل حديثه :” إن الحياة مشتركة هي إبداع مشترك وبين المرئي واللامرئي يتحول الجسد الواحد إلى ما لا نهاية له من الجذور المرئية واللا مرئية في الواقع وفي المخيلة وفيما بينهما داخل الحياة في انفجاراتها المعتمة و المتلألئة وفي تمزقاتها الموجعة والباعثة على الغبطة الخلاقة في الحب و الجمال في اللذة و السعادة ، لذلك الشعر حياة في سيرورتها نحو ما تكشفه وما تسبره وتقومه وهذا كله ينخرط فيما تُسِره الطبيعة والمادة لا فيما تجهر به الثقافة الجاهزة العامة إنها تلك الكيمياء، كيمياء الطبيعة وعوالم الجسد مشاعر وانفعالات أحلام ومخيلة ،رغبات وتطلعات حدوثًا ورؤى و اشراقات إنها لغة الشعر لغة الحياة و الخلق”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.