حوار : شديد ال سعد
ضيفنا هذا المساء مختلف ومعه سنكون ايضا مختلفين فالطرق المؤدية اليه كثيرة والحديث معه ذو شجون ربما ان الوقت لن يكفي للارتواء من حديثه الشيق عرف عنه الهدوء العمق نزف الشعر من نعومة اظفاره وهو من بيت شعر وقبيلة ربما السواد الاعظم منهم شعراء
لم يسعى للشهرة رغم كثرة الفرص هو صاحب البيت الشهير(لو كان فيك الموت لا تظهر الخوف خلك جبل ما حرك السيل قاعه)
( لقب ) بفارس الكلمة صاحب الكرت الذهبي بشاعر المليون اقام امسيات محلية وخارجية معلم، فنان تشكيلي وشاعر، انيق ،انتهج مدرسة مزدوجة بين التقليدية. والحداثة الرمزية، بل رسم نهج خاص في الشعر تميز به
الشاعر و الناقد/ مفلح الثبيتي
فبأسمكم و بأسم رابطة الإبداع الخليجي نرحب بضيفنا. ونترك له حرية تقديم نفسه وسيرته الذاتية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اولاً اشكر لك هذه المقدمة التي زادتني شرفا وليس ذاك بمستغرب منكم.
واشكرك على تقليدي هذا الوسام بحوارك معي عبر صحيفة رابطة الإبداع الخليجي الإلكترونية.
اما ما يخص السيرة الذاتية او ما اسميه الذكريات المتصلة بالحاضر فابدأه بسم الله.
الانسان البسيط : مفلح بن نجم الثبيتي
بدأت رحلتي مع الحياة بخسارتين ثقيلتين : الاولى بعد 14شهرا من ولادتي، وكانت فقد والدتي ، والثانية بعد خمس سنوات وهي رحيل والدي من الحياة الدنيوية ، وبإذن الله ان يكونا في الفردوس الاعلى.
لم تتوقف عجلة الحياة من اجل دمعة يتيم بل صنع مني الحرمان فسحة من الأمل . وتراكمات من الصبر هدفها الوصول لطموح اسمى . بدأت بتوفيق من الله مرحلة الابتدائية.. السنة الاولى بقرية صغيرة بمنطقة بني سعد وحياة شبه صعبة مع زوجة اب كانت ام حقيقية. وعطاء رباني اعجز عن شكره واخ واخت ، لننتقل بعدها لمدينة الطائف العشق الاول مدينة الضباب والورد ودرست بمدرسة عبدالله بن مسعود الابتدائية كانت الحياة بسيطة والتطور شبه ملحوظ والجيران اقرب من القريب وكأن ذاك الزمن خلق للتألف والانصهار الاسري بين الافراد. يسودنا الطهر. والنوايا الحسنه. برغم كفاف العيش وتسمر الحياة. ويتفاقم الكفاح. الى ان وصلت مرحلة الثانوية. ودرست بمدرسة دار التوحيد وكان الهدف 150 ريال تعطى للطالب كل شهر ، وللعلم هذا المعقل التربوي اسسه الملك عبد العزيز وكان يجلب اليه الطلاب من كل انحاء المملكة. تخرج منه معظم العلماء على سبيل المثال لا الحصر.. الشيخ بن باز.. وبن عثيمين… والاديب عبدالله بن خميس.. وغيرهم
نعود لصلب الموضوع ، تخرجت من الثانوي سنة 1411هـ ،التحقت بالكلية وامضيت 4سنوات قسم الفنون التشكيلية وحصلت على البكالوريوس سنة1415
ومنها انخرطت في عالم التعليم. قضيت فيهما يقارب 9سنوات ثم اعرت للتنشيط السياحي. بمدينة الطائف ومنه عدت للتعليم لمدة سنتان ثم تقاعدت مبكر لا تفرغ للتجارة.
لدي ولدان واربع بنات ولازلت مستقر بمدينة الطائف .
_ هناك اسقاطات في حياتك الشعرية كان سببها تحولات في حياتك الشخصية ؟ حدثنا عن بعض المنعطفات التي منها ولد الالهام الشعري لديك؟
_ حياتي لم تكن تختلف كثيرا عن حياة ابناء مجتمعي الكادحين من اجل العيش ولكن اختلف الطموح . وتنوعت الأهداف.
ربما كان لي محطات كثيرة مع الفشل ليس تقصيرا مني ولكن هي ارادة الله التي نؤمن بها
لم يكن في تصوري ان اتجه للتعليم او احمل هذه الرسالة العظيمة فقط لأنني اتطلع لمجال اخر اجد فيه نفسي.
وبالفعل قطعت مشورا لبلوغه ولكن في اللحظات الأخيرة لم يكتب لي هذا الامل وكبقية الشباب ضع ملفك بالجامعة وانت وحظك درست سنه لغة عربية وحولت منها لقسم الفنون لأنني احمل هواية الرسم.
وكما اسلفت صعوبة العيش دفعت بي ان اعمل وادرس…لم تمر هذه الايام بسهوله.. ربما انني اقتربت اكثر من الشعر.. ولا اخفيك تنفست ابحرت كثيرا مع ابو الطيب المتنبي ، ابو فراس ، عشقت مقارعات جرير ،والفرزدق، كنت اردد كثيرا قصيدة لابن زريق ، وجدت فيها فصولا كثيره تمثلني.
فكما قلت لك نحن ثلاثة اخوة وتعودنا ان لا نفترق ولكن اخي توجه لمكه للدراسة بكلية الهندسة ووالدتي (زوجت والدي) واختي ،انتقلا لقريتنا الصغيرة مؤقتا فلم نعد نستطيع دفع الايجار او مسايرة العيش بالمدينة ولك ان تتخيل ردة فعل هذا التشتت.
لم ننهار وصمد الجميع وتخرجت وبحمد الله هي اشهر وتم تعييني بمحافظة الطائف معلم وتحركت عجلة الترميم الأسري فكانت الخطوة الاولى عودة والدتي واختي وبعد عام اخر تخرج اخي المهندس وكتب الله له التعيين ايضا بالطائف. مديرا لتطوير وحدة الشفا والهدا ولله الحمد والمنه .
واستمرت الحياة هي لا تخلو من المنغصات ولكن صُنع طريق وحققت اهداف ورضينا بالمقسوم
_ ذكرت بأنك عشت يتيم الابوين وقاسيت ظروف اجتماعيه صعبه في طفولتك هل كان لها الدور الابرز في صنع شخصية مفلح الثبيتي كما يقال النجاح يخرج من رحم المعاناة ؟
_بالتأكيد. فالحرمان تفاصيل مؤلمة فكل دمعة تعطيك معنى حقيقي لطعم الفرح…
_هل كان لذلك الحرمان دور في موهبتك الشعرية ؟
_ كما قلت لك الشعر لا يأتي من باب الفضول او من فراغ
فالمحطات الموجعة صنعت في داخلي نزف تبلور وصرخ وخرج شعرا من وجهة نظري
_جميل أستاذ مفلح بدأت رحلتك مع الشعر مبكراً حدثنا عن البدايات كم كان عمرك حينها ؟ وماهي اولى قصائدك؟
_ بدأت التئتئة الشعرية من الرابعة عشر وستنطقني الشعر في السادسة عشر
وكانت اول بويتات اكتبها بسبب موقفٍ ايضا له الاثر والتحول الشعري
فقد فوجئت بضيف وعزيز وكان ذاك الوقت بالكاد نجد قوت يومنا. اردت ان اكرمه وذهبت لكذا شخص ليقرضني ما اكرم به ضيفي. ولكن كثرت الاعذار.. واغلقت الابواب. قرأ الضيف بوجهي الالم والاحراج. واقسم ان يسلفني المبلغ ويحفظ ماء وجهي. وبالفعل اشتريت خروفا وكان الطبخ أن ذاك بالمنازل . وعزمت من احب ورحل تاركا لي عزة نفس. وابيات تتزاحم بصدري. قلت فيها
اكتب لكم حزني على بيض الاوراق
واشكي لكم عينٍ تزايد بكاها
يا لايمي صدري من الهم قد ضاق
حتى السعادة من حياتي نفاها
ياما من الخلان وافي وصداق
وياما بعضهم كلمته ما وفاها
وياما عيوني ناظره يم الافاق
ترجي عسى ربي يحقق مناها
_صح لسانك استاذ مفلح هل تأثرت بمدرسه شعريه معينه في بداياتك ؟
صح بدنك اخوي بو ورد
الحقيقة انني بدأت الشعر وانا لا اعرف معنى المدارس.. ولم اهتم لذلك.. فقط كنت من هواة القراءة والشعر بالذات.
_ برز نجمك في الشعر النبطي وانتهجت الرمزية في اغلب قصائدك ان لم تكن جميعها رغم ان جيلك من الشعراء اغلبهم ينتهج التقليدي السائد لماذا ؟
في الواقع انني نهلت من مدرسة شاعر البيد الشاعر محمد وبدون اي تكلف تقمصت هذا
ثم قراءتي لشعراء المهجر اثرى افقي
اللهم انني طرقته بالعامية وهم كتاباتهم بالفصحى.
ودمج الاسلوب بين التقليدية والرمزية. كون لدي منهج سمح لي ان اتطرق لما اريد وبحسب ما اريد. دون الوقوع في المحظور
ولم اكن انا السابق لذلك فهناك الشاعر الحميدي الثقفي الذي اشعل في زمنه هذا النهج ومن بعده فُتح المجالات للتطوير
_ ولكن الا تخشى من عدم تقبله وانتشاره لدى الجمهور خصوصا اغلب المتلقين لا يميلون الى هذا النهج او الطرق من الشعر النبطي؟
لا اخفيك ان معدل الثقافة الادبية لدى معظم الاجيال القادمة انخفض.. وهذا ما يجعل هذا الاسلوب الشعري غير محبب لدى الغالبية . لانهم يرغبون المباشر والسطحي الواضح.
اما من ناحية خشيتي من عدم قبولهم لشعري. فانا اكتب لذاتي. ان رأيت انني مقتنع بما اكتب. فالعالم باسره في نظري مقتنع
_جميل هذه الثقةالتي في مكانها ابومهند نبي نسمع قصيده يا ابومهند؟
المنشد يحيى جعفري
05/11/2018 at 18:13حوار شيق.. ممتع صح لسانك ابو مهند
منصور السلطان
05/11/2018 at 18:35حوار رائع وممتع ومتشبع بالجمال الادبي والمعرفي والثقافي لله يامفلح الثبيتي ولله دركم من مبدعين
عبيد السناني
05/11/2018 at 19:06استمتعت كثيرآ بقراءة السطور .. جمعت حياة كفاح وجزاله حرف . موفق شاعرنا مفلح الثبيتي
حامد الحمراني
05/11/2018 at 19:07في هذا الانسان كل يوم يظهر لي سبب ان أطلق عليه ظاهره فعلاً ابا مهند ظاهره شعريه اخلاقيه ثقافيه
أشكر الايام والصدف التي عرفتني بشخص كقامته انسان يعدل وزنه ذهب.
غير معروف
05/11/2018 at 20:01اجمل حوار من مبدعين رابطه الابداع الخليجي كل الشكر لاستاذ شديد والاستاذ مفلح .. حوار شيق وجميل
إبراهيم بن علي الذويبي
05/11/2018 at 20:23حوار شيق تمنيت أن يطول. تمنيت أن أكون مقدم الحوار لوجود بعض الأسئلة أود معرفة جوابها . شكرا رابطة الإبداع الخليجي .
غير معروف
05/11/2018 at 20:33لله درك اخوي مفلح جميل ومبدع اينما كنت اسال الله لك التوفيق دنيا وآخره لقاء جميل وحوار رائع من اخوي شديد لكم مني صادق الود وصادق الدعوات
غير معروف
05/11/2018 at 22:24قصه ممتلئه سطورها بالمعاناه والالم …ولاكن اجمل مافي القصه انها انجبت لنا عملاق ادبي بحجم الاستاذ مفلح الثبيتي
نافع السلمي
06/11/2018 at 00:52الله الله لقاء جميل عرفنا بالفعل فيه الاخ والصديق والزميل مفلح عن قرب .
ونعم الشاعر ونعم الناقد ونعم الرجل الذي اجتمعت فيه كل الصفات الحميدة فلله دره ابو مهند مبدع في كل حالاته
يوسف ملوح السردي
06/11/2018 at 19:46السلام عليكم
حوار طيب مع انسان طيب عرفته عن قرب وهو رمز من رموز الشعر التي نفخر بها انسان بما تحمله الكلمة من معنى له في القلب عبق وللحديث معه شجون
شكرا على هذا اللقاء الطيب